کد مطلب:168089 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:190

حبیب بن مظاهر یستنفر حیا من بنی اسد لنصرة الامام
(حبیب بن مظهّر (مظاهر)، أبوالقاسم الاسدیّ الفقعسی: مضت له ترجمة موجزة فی الجزء الثانی: 333؛ وستأتی له ترجمة مفصّلة فی آخر هذا الفصل) فی المقتل للخوارزمی: (قال: والتأمت العساكر عند عمر لستّة أیّام مضین من محرّم، فلمّا رأی ذلك حبیب بن مظاهر الاسدی جاء إلی الحسین فقال له: یا ابن رسول اللّه! إنّ هاهنا حیّاً من بنی أسد قریباً منّا، أفتأذن لی بالمصیر إلیهم اللیلة أدعوهم إلی نصرتك، فعسی اللّه أن یدفع بهم عنك بعض ما تكره؟

فقال له الحسین: قد أذنت لك!

فخرج إلیهم حبیب من معسكر الحسین فی جوف اللیل متنكّراً، حتی صار إلیهم فحیّاهم وحیّوه وعرفوه.

فقالوا له: ما حاجتك یا ابن عمّ؟


قال: حاجتی إلیكم أنی قد أتیتكم بخیر ما أتی به وافد إلی قوم قط! أتیتكم أدعوكم إلی نصرة ابن بنت نبیّكم، فإنّه فی عصابة من المؤمنین، الرجل منهم خیرٌ من ألف رجل! لن یخذلوه ولن یُسلموه وفیهم عین تطرف! وهذا عمر بن سعد قد أحاط به فی إثنین وعشرین ألفاً! وأنتم قومی وعشیرتی وقد أتیتكم بهذه النصیحة، فأطیعونی الیوم تنالوا شرف الدنیا وحسن ثواب الاخرة، فإنّی أُقسم باللّه لایُقتل منكم رجل مع ابن بنت رسول اللّه صابراً محتسباً إلاّ كان رفیق محمّد(ع) فی أعلی علّیین.

فقام رجلٌ من بنی أسد یُقال له عبداللّه بن بشرفقال: أنا أوّل من یجیب إلی هذه الدعوة، ثمّ جعل یرتجز ویقول:



قد علِمَ القوم اذا تناكلوا

و أحجم الفرسان إذ تناضلوا



أنّی الشجاع البطل المقاتل

كأننی لیثُ عرینٍ باسلُ



ثمّ بادر رجال الحیّ إلی حبیب، و أجابوه فالتأم منهم تسعون رجلاً وجاءوا مع حبیب یریدون الحسین، فخرج رجل من الحیّ، یُقال: فلان بن عمرو حتّی صار إلی عمر بن سعد فی جوف اللیل، فأخبره بذلك، فدعا عمر برجلٍ من أصحابه یقال له (الازرق بن الحرث الصدائی) فضمّ إلیه أربعمائة فارس، ووجّه به إلی حیّ بنی أسد مع ذلك الذی جاء بالخبر،فبینا أولئك القوم من بنی أسد قد أقبلوا فی جوف اللیل مع حبیب یریدون عسكر الحسین اذ استقبلتهم خیل ابن سعد علی شاطیء الفرات، وكان بینهم وبین معسكر الحسین الیسیر، فتناوش الفریقان واقتتلوا، فصاح حبیب بالازرق بن الحرث: مالك ولنا!؟ إنصرف عنّا! یا ویلك دعنا واشقَ بغیرنا!

فأبی الازرق، وعلمت بنو أسد أن لاطاقة لهم بخیل ابن سعد فانهزموا راجعین إلی حیّهم! ثمَّ تحمّلوا فی جوف اللیل خوفاً من ابن سعد أن یكبسهم،


ورجع حبیب إلی الحسین فأخبره، فقال: لاحول ولاقوّة إلاّ باللّه العلیّ العظیم!). [1] .


[1] مقتل الحسين (ع)؛ للخوارزمي، 1:345-346 عن الفتوح، 5:159 162 بتفاوت، وقد اخترنا نصّ الخوارزمي لانه خال من الاضطراب، وفي الفتوح: (واقتتلوا قتالاً شديداً)، وانظر:البحار، 44: 387 في نقله عن كتاب السيّد محمّد بن أبي طالب.

وروي البلاذري هذه الواقعة أيضاً في كتابه أنساب الاشراف،3:388، ونصه: (وقال حبيب بن مظهر للحسين: إنّ هاهنا حيّاً من بني أسد أعراباً ينزلون النهرين، وليس بيننا وبينهم إلاّ رَوْحَة!أفتأذن لي في إتيانهم ودعائهم لعلّ اللّه أن يجرّ بهم إليك نفعاً أو يدفع عنك مكروها. فأذن له في ذلك، فأتاهم فقال لهم: إنّي أدعوكم إلي شرف الاخرة وفضلها وجسيم ثوابها! أنا أدعوكم إلي نصر ابن بنت نبيّكم فقد أصبح مظلوماً! دعاه أهل الكوفة لينصروه فلمّا أتاهم خذلوه وعدوا عليه ليقتلوه! فخرج معه منهم سبعون، وأتي عمر بن سعد رجل ممّن هناك يُقال له (جبلة بن عمرو) فأخبره خبرهم، فوجّه أزرق بن الحارث الصيداوي، فيخيل فحالوا بينهم وبين الحسين! ورجع إبن مظهر إلي الحسين فأخبره الخبر فقال: الحمدُ للّه كثيرا!).